عدد الرسائل : 1051 العمر : 33 الموقع : tegara.alafdal.net كلية ايه يا باشا : التجارة تاريخ التسجيل : 09/11/2008
موضوع: حل المشاكل بين الزوجين الخميس 13 نوفمبر 2008, 3:46 pm
السلام عليكم ورحمة الله
لا شك أن اختلاف الطباع بين الزوجين قد يؤدي بين الحين والآخر لحدوث بعض المشاحنات، أو الشجار، بسبب عدم تقبل الرأي الآخر، أو عدم السماح للشريك بالتعبير عن رأيه.
وعادة مثل هذا الشجار إن لم يتم تفهمه والتعامل معه بحكمة قد يفعل كما يفعل الدود في الشجر، حيث تتسع الفجوة بين الشريكين، ولا يقتصر الأمر على النقاش وإنما على الناحية العاطفية،
وتزداد الهوة بين الشريكين كلما ازدادت فترات الصمت بينهما، حينها تضطرب العلاقة بين الزوجين، ويهرب الحب من الشباك، خصوصاً عندما ينعدم الاحترام، حيث تذوي المحبة بعد أن كانت زهرتها تنثر أريجها في أركان البيت.
والصمت حينما يخيم على الحياة العائلية يحولها إلى جحيم حقيقي، وإن على مهل، إذ تتفاقم المشاكل البسيطة، وتتحول إلى حجر عثرة في طريق السعادة العائلية.
ومثل هذا الأمر كثيراً ما يتكرر في البيوت خصوصاً إذا كانت الزوجة نكدية، لأن النكد مرض حقيقي ينبغي معالجته،
وعدم تجاهله، وهو بمثابة السرطان سرعان ما ينتشر ويدمر كل ما يقع أمامه، وللأسف نقول إن غياب لغة الحوار بين الشريكين كثيراً ما يكون العامل المؤهل لإشعال المشاكل، واختلاق المواقف، والتشبث بالرأي والمواقف المسبقة الصنع،
وبغض النظر عن الأسباب التي تدفع الزوجة ـ أو أحد الشريكين للنكد، ينبغي على كل منهما العودة للخلف واسترجاع تاريخ علاقتهما الجميلة، وكيف تجاوزا الصعاب في بداية حياتهما، وكيف كانت السعادة تخيم فوق رأسيهما، إضافة إلى ذلك ينبغي على كل واحد منهم
التسلح بالصبر والهدوء واحترام الشريك الآخر، والتقليل من الشكوى، ووضع الأهداف الواقعية التي يمكن تطبيقها وعدم الاستسلام للهم والغم، فالحياة مليئة بالتناقضات التي يمكن تجاوزها إذا ما تمكن الشخص من تفهمها ودراسة سبل حلها.
ومن المهم جداً عدم اللجوء للنقد اللاذع الذي يهدف إلى التحطيم، وليس بهدف التطوير. ولنتذكر أن الزواج السعيد كالبرج العالي لابد له من أساس قوي تشيد عليه الحياة العائلية، والتي ينبغي أن تحقق الاستقرار النفسي والسعادة،
فالبيت ينبغي أن يكون بمثابة العش الآمن الذي يلجأ إليه الطير، وإن كان البيت مصدراً للتعاسة، جدرانه ستتصدع، وسينهار على أفراد العائلة، وسينعكس ذلك بشكل سلبي على الأطفال أيضاً،
فهل نعمل على حماية جدران منازلنا من التصدع، باحترام الرأي الآخر، وتفهم احتياجاته الجسدية والنفسية والعاطفية ونعيد لحياتنا الزوجية والعائلية بريقها.
إنها دعوة من أجل تحقيق الاستقرار النفسي لأفراد العائلة جميعاً